بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 أكتوبر 2009

أساليب الدعم التربوي في التعليم العتيق وأفاق تطويرها لضمان جودة التكوين

مدرسة أيت وافقا العتيقة بعد إعادة بنائها ( مصدر الصورة)

هذا نص عرض شاركت به قبل ثلاث سنوات في ندوة نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمقرها بالمشور السعيد بالرباط حول التعليم العتيق، ونشرت ضمن أعمال الندوة وأعيد نشرها لتعميم الفائدة:

يعد التعليم العتيق نظاما تعليما أصيلا نشأ في حضن الحضارة العربية الإسلامية وازدهر في عصورها الماضية، وقد تطور هذا النظام التعليمي في ظل هذه الحضارة ونما ليفي بحاجات مجتمعاتها، وكان أساسه المتين ما أوثر عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعلم الصحابة رضوان الله عليهم أمور العقيدة وشؤون الدين، ثم تطور هذا المنهج بتطور مجتمع المسلمين وتطور حاجاتهم وازدهار المعارف والعلوم في عهدهم، وإن كان دائما محافظا على المواءمة بين التربية والتكوين وقرن العلم بالعمل، وربط المعرفة بالتطبيق.

ومن المعلوم أن هذا النمط من التعليم الأصيل قد شهد تغيرا بتغير مسار الحضارة الإسلامية، من البدايات الأولى إلى الازدهار والتطور وانتهاء بالانكماش والركود، وهكذا مثلا انتقل هذا التعليم من دراسة الأصول العلمية إلى الاقتصار على المختصرات وشروحها، ومن المعرفة المنفتحة المتطورة المبنية على الاجتهاد إلى المعلومات الثابتة في المنظومات العلمية، غير أن ذلك لم يحل دون إسهام هذا التعليم في كل المراحل التاريخية في تنشئة الفرد وخدمة المجتمع والحفاظ على كيان الأمة وتثبيت قيمها ومثلها.