بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 أبريل 2009

افتتاح المكتبة العالمية الرقمية.

يشهد المجال الرقمي المعرفي العالمي لحظة تاريخية مهمة وهي افتتاح المكتبة الرقمية العالمية، والتي تشارك في بناءها هيآت علمية عالمية من مختلف الدول والمؤسسات، ولعل أبرز ما وسم افتتاح هذه الخطوة المعرفية العلمية حضور اللغة العربية والمواد باللغة العربية، وهذه خطوة مهمة في الاعتراف بالإسهام الحضاري العالمي لهذه اللغة ولما تحتضنه من كنوز معرفية خالدة، ووفق ما جاء في الموقع فإن هدف المكتبة عرض " الكنوز الثقافية من حول العالمودراستها والتمتع بها، كل ذلك في موقع واحد وبأساليب متنوعة. وتتضمن هذهالكنوز الثقافية على سبيل المثال لا الحصر مخطوطات وخرائط وكتب نادرة ونوتموسيقية وتسجيلات وأفلام ومطبوعات وصور فوتوغرافية ورسوم معمارية."
وقد حددت أهداف المكتبة - وَفقَ ما جاء في الموقع - بما يلي:
-تعزيز التفاهم بين الدول والثقافات؛
-توسيع حجم المحتوى الثقافي على الإنترنت وتنوعه؛
-توفير موارد للتربويين والعلماء وعموم الجماهير؛
-بناء القدرة لدى المؤسسات الشريكة لتضييق الفجوة الرقمية ضمن الدول وبينها.
اما الجهات المشرفة على تطوير الموقع فهي " فريق في مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة مع إسهامات من مؤسسات شريكة في دول كثيرة ودعم من منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة (اليونسكو) ودعم مالي من عدد من الشركات والمؤسسات الخاصة."
وتشارك في هذه المكتبة من الدول العربية كل من قطر والسعودية ومصر والعراق والمغرب، ولاشك أن الحضور العربي الإسلامي في هذا المشروع العالمي مهم للغاية لبيان إسهام الحضارة الإسلامية في خدمة الإنسانية ولإبراز قوة هذه الحضارة وقدرتها على الاستمرار والانتاج والعطاء في عصر التقنيات الرقمية والتواصل السريع. وتضم المكتبة عند افتتاحها اليوم مجموعة من المواد المتنوعة فهناك 151كتبا و37 مجلة و124 مخطوطة 306 خريطة و11 شريطا سينمائيا و546 صورة و5 تسجيلات صوتية.
إلا أن المواد العربية في المكتبة ليست كلها من البلاد العربية بل غالبها من المكتبات الغربية التي تحتضن تراثا عربيا كثيرا خاصة مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة الأمريكية، فالمواد المتعلقة بالمغرب مثلا نصفها من هذه المكتبة الضخمة. فهل تستغل البلاد العربية الفرصة لتثري المحتوى الرقمي في هذه المكتبة العالمية ليكون محتوى نوعيا وليس كميا فحسب، أم أن الجهات الرسمية ستغفل عن هذا الصرح العالمي الذي مازال في طور البناء وتترك الفراغ ليملأه الآخر وفق تصوراته وأفكاره عن حضارتنا الخالدة؟ ثم تجلس بعد ذلك لتندب حظها العاثر؟؟ أقول هذا لأني رأيت الإسهام المغربي البسيط في هذه الانطلاقة من جمعية تطوان أسمير النشيطة، فأين وزارة الثقافة وأين المؤسسات العلمية والخزانات العامة والمعاهد في المغرب؟؟ اللهم سلم سلم.
من المخطوطات المعروضة في موقع المكتبة: مخطوط نور حدقة الأبصار ونور حديقة الأنظار

ليست هناك تعليقات: