صورة جماعية للمشاركين في الندوة الدولية.
احتضنت مدينة طنجة "العالية" يومي الأربعاء والخميس 25-26 صفر 1431هـ الموافق 10-11 فبراير 2010م ندوة دولية علمية في موضوع الصحابة في التراث المغربي والأندلسي، وقد جاءت هذه الندوة لتدرس هذا الموضوع الهام وتتيح المجال لإبراز إسهام المغاربة عموما في الإحتفاء بصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتبجيلهم ومحبتهم وتقديرهم لأنهم الأسوة الحسنة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم سلف الأمة الذين وصلت الوحي قرآنا وسنة عن طريقهم فبلغوه وبشروا به،
قد شارك في هذه الندوة المباركة طائفة من الأساتذة والباحثين من مختلف بقاع المغرب، ومن دول المغرب من تونس والجزائر وليبيا ومن بلاد الشرق من المملكة العربية السعودية. وتناولت البحوث التي ألقيت جوانب منوعة من تآليف المغاربة والأندلسيين حول الصحابة في التعريف بهم وتسجيل آثارهم وذكر من دخل منهم المغرب ومن استقر ومن عاد إلى الشرق، وتفصيل القول في انواع التصنيف حولهم تأريخا وتوثيقا وشعرا ونثرا، سجالا ومناظرة. وقد ظهر من خلال كل ذلك دوام محبة المغاربة والأندلسيين لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم إذعانا لما جاء به الوحي واقتضاه اتباع السنة والعمل بها، كما أبرزت هذه البحوث ضرورة العناية بهذا الموضوع في الوقت الذي تعمل فيه جهات غربية وشرقية على التنقيص من سلف الأمة الصالح والمصلح تمهيدا للتشكيك في نزاهتهم وعدالتهم التي نص عليها الوحي، وقطع صلة الأجيال بنهجهم واقتفاء أثرهم، وتوجت هذه الندوة بالإعلان عن إنشاء مركز عقبة بن نافع الفهري للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين ويكون مقره مدينة طنجة، يعمل على جمع الجهود وتنظيمها في مجال الدراسات حول الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
وقد كانت جلسات الندوة على طولها، وبحوث المشاركين مع كثرتها ممتعة شيقة لا تتعب المتابع ولا تثقل عليه، فكنا نستمع ونستمتع ونتأمل ونتملى في جو روحاني طيب هاديء ننتقل فيه بين جلسات البحوث وبين أوقات الصلاة وخلال ذلك نحادث من نلاقيه من الإخوة الباحثين، نتبادل الرأي والفكر،ونتعارف ونتآلف، فكان العلو في هذه الندوة علو المكان وهي مدينة طنجة، العالية بجغرافيتها، وبأخلاق أهلها التي وصفها شاعر الحمراء بأنها كالمسك في أرج، وبكرمهم الجمّ وطيب السريرة، وعلو الموضوع: موضوع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعلو همة المنظمين الرابطة المحمدية للعلماء بدءا بأمينها العام الأستاذ أحمد العبادي ثم رئيس مركز الدراسات والأبحاث الأستاذ الزميل العزيز عبد اللطيف جيلاني، ثم المشتغلين معه من الشباب المجد النشيط الباحث المتسم بالحماس الشديد والأدب الجم، ومما زادني تقديرا لهذه الثلة الكريمة من الشباب مشاركتهم في الندوة ببحوث علمية لا تقل عن غيرها مما شارك به الأساتذة المميزون من دكاترة الجامعة المغربية، مما يجعلنا نتوسم فيهم الخير ونرجو لهم مزيدا من التألق والتوفيق.
لقد أجتمعت لهذه الندوة المباركة أسباب النجاح، فتكللت به في كل الجوانب في التنظيم والبحوث.. كما ظهرت بركتها في الإعلان عن مركز آخر هو مركز ابن أبي الربيع للدراسات والأبحاث اللغوية، فالله تعالى نسأل أن يكلل جهود العاملين في هذا المجال بكل خيرن ويوفقهم لمزيد من النجاح للنهوض بفكر الأمة وإعادة مجد المغرب إلى سابق عهده يوم كان يحمل لواءه أمثال القاضي عياض، والشيخ زروق والونشريسي وابن البناء وابن سليمان الروداني والإمام اليوسي وعبد الله كنون وابن سودة.. فرحم الله هذا السلف الماجد ووفق حفدتهم للسير على آثارهم وإقتفاء السبيل التي ساروا فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق