حدثني أحد أصدقائي الموظفين في إحدى الإدارات، قال:" كانت هناك نملة تعمل في إدارة، وكانت نشيطة متحمسة في عملها، تعمل بجد واقتدار ومهارة في كل ما أوكل إليها من الإدارة المركزية، وتنجز مهامها بكل جدارة وإتقان وفي أسرع الأوقات، مما استرعى انتباه رؤسائها، فقرروا المحافظة على وتيرة العمل عندها ودراسة كيفية عملها، فأرسلوا صرصورا كسولا ليراقبها ويرفع تقارير متواصلة عنها، تسلم الصرصور عمله الجديد وكان عليه أن ينجز في كل يوم تقارير إحصائية لأعمال النملة، وطريقة اشتغالها، ويقوم برقنها وإرسالها إلى الإدارة المركزية، ولما كانت النملة نشيطة استعصت عليه مجاراتها، وبعد مدة قرر أن يطلب موظفا جديدا لمساعدته، وشيئا فشيئا تكاثر الصراصير والخنافس ما بين من ينجز التقارير ويرسلها ومن يقوم على خدمته وإعداد الشاي والقهوة،ومن يقوم بشراء لوازم المشروبات وإعداد صفقات الشراء..وإحضار الجرائد وتوزيعها على الموظفين... واحتاجت النملة إلى اقتطاع جزء من الوقت الذي كانت تصرفه في القيام بمهامها للإجابة على أسئلة الموظفين المحيطين بها فيما يتعلق بعملها، كما كانت مضطرة في كل مرة يعين فيها موظف جديد أن تترك عملها وتتفرغ لإخباره بطرق الاشتغال وحيثيات الإنجاز ، فأدى ذلك إلى تناقص وتيرة عملها، ولفت ذلك نظر الإدارة المركزية التي سارعت إلى إرسال لجنة من الخنافس لدراسة الوضع. حلت اللجنة بالإدارة وبقيت عدة أيام لتقييم الحالة ودراستها، وبعد تحليل مستفيض خلصت إلى أن المسؤول الأول والأخير عن تراكم الأشغال هو النملة، فحررت تقريرا مطولا أرسلته إلى المدير المركزي الذي بنى عليه قراره النهائي بطرد النملة من العمل، لأنها لم تعد تنجز الأعمال المطلوبة في الأوقات المحددة..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق